samedi 11 août 2007

خاص: آسرار اقالة الهمة: «سبعة رجال» أقوياء داخل مملكة محمد السادس

10/08/2007
اعتبر عبد العزيز المسيوي، الوزير والقيادي السابق في الاتحاد الدستوري، أن استقالة الهمة على بعد أسبوعين من انطلاق الحملة الانتخابية ليست أمرا اعتباطيا، بل هي مخطط لها من قبل أن تكون في هذا التوقيت، مستبعدا في تصريح لـ«المساء» أن يكون إعفاء الهمة خطوة تمهيدية للتخلص منه. وقال المسيوي، في هذا السياق: «لا يمكن للقصر أن يتخلص من الهمة لأن الهمة ابن القصر، بل حتى قرار الاستقالة لا يمكن أن يقدم عليها إلا بعد أن يستشير القصر في شكلها ومضمونها»، مؤكدا، في الوقت نفسه، أن «هناك فرضية خلف إعفاء الهمة وهي تهييئه للوزارة الأولى من خلال صبغه بلون سياسي في إحدى المصبغات الحزبية في هذه الانتخابات ليقال بعد الـ7 من شتنبر المقبل إن الوزير الأول وزير سياسي».ورجح المسيوي أن يخوض الهمة معركة الانتخابات التشريعية المقبلة مع حزب التجمع الوطني للأحرار، وليس مع حزب الاتحاد الدستوري الذي سبق للهمة أن حمل لونه سنة 1984. وقال المسيوي، بهذا الخصوص: «إن الهمة لم يكن أبدا مع الاتحاد الدستوري، وإنما وزارة الداخلية آنذاك هي التي صنفته ضمن هذا الحزب بعد أن حصل على مقعد نيابي بدائرة الرحامنة في لائحة اللامنتمين»، مبرزا أن «الحزب المؤهل لاحتضان الهمة هو التجمع الوطني للأحرار لعدة اعتبارات ضمنها أن هذا الحزب توصل بتهنئة من الملك محمد السادس أشادت بالجو الديمقراطي الذي مرت فيه انتخابات مؤتمره الوطني التي أفرزت مصطفى المنصوري رئيسا».
حفيظ: حدث إعفاء الهمة فاجأ الجميع
قال محمد حفيظ، عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد، إن استقالة الهمة من مهامه في الحكومة هي في حقيقة الأمر حدث مفاجئ ولم يكن أحد من المراقبين والمتتبعين يتوقعه على الإطلاق خاصة وأن الهمة ظل يباشر مهامه إلى حدود يومين قبل الاستقالة بكل مواصفات الشخصية النافذة، مشيرا، في هذا السياق، إلى الزيارة المباغتة التي قام بها إلى باب سبتة في منتصف الليل وما خلتفته من تداعيات وردود فعل.وأوضح حفيظ، في تصريح لـ«المساء»، أنه لا يتوفر على كل المعطيات اللازمة لتحليل حدث استقالة الهمة، غير أنه أعرب عن استغرابه إذا ما كان الهدف من هذه الاستقالة هو هذه الفرضية التي أشار إليها البعض والمتعلقة بالتحضير الفعلي لوضع الهمة على رأس الوزارة الأولى. وقال حفيظ، في هذا السياق: «إن صبغ الهمة بلون سياسي من أجل تعيينه وزيرا أول هو في حقيقة الأمر إشكال سياسي في حد ذاته، كما لو أن النخبة السياسية الموجودة حاليا لا تتوفر على شخصيات حزبية لها مؤهلات الوزير الأول»، ويتساءل حفيظ، «كيف يبدي زعماء الأحزاب الكبرى، خاصة اليازغي والعثماني والعنصر وعباس الفاسي، كثيرا من التسامح تجاه منصب الوزير الأول ولا يناضلون من أجل الظفر به كما لو أن هذا المنصب ليس حقا من حقوقهم السياسية».
أرسلان: إعفاء الهمة فيه استخفاف بعقول المغاربة
عن وجهة نظره في استقالة الهمة من مهامه، قال فتح الله أرسلان الناطق الرسمي باسم العدل والإحسان في اتصال مع «المساء»: «إن حدث إعفاء الهمة من مهامه لم يتم بنضج كاف وفيه استخفاف بعقول المغاربة كما لون أن المغاربة يتقبلون أي شيء»، قبل أن يضيف «كان المطلوب على الأقل حتى لو كان هذا الإعفاء جزءا من مخطط مخزني أن تقدم للمغاربة مبررات مقنعة لدواعي الإعفاء».
اسماعيل العلوي: استقالة الهمة مفهومة ولا تثير أي لبس
اعتبر اسماعيل العلوي، الأمين العام لحزب التقدم والاشراكية، أن ستقالة الهمة من أجل التفرغ للانتخابات أمر مفهوم ولا يثير أي لبس، خاصة أنه هو المسؤول عن الشأن الانتخابي كوزير منتدب في الداخلية، مؤكدا، في تصريح لـ«المساء»، أن «الهمة طلب إعفاءه من مهامه حتى لا يكون خصما وحكما في الوقت نفسه وإن كان وقع العكس في فرنسا مثلا، حيث لم يستقل ساركوزي إلا في آخر لحظة لخوض الانتخابات الرئاسية».
بندورو: النفوذ الأمن الصحافة.. قد تكون وراء الإعفاء
علق عمر بندورو، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، على قرار موافقة الملك محمد السادس على إعفاء فؤاد عالي الهمة من مهامه الوزارية كعضو في الحكومة، عن طريق طرح جملة من الاحتمالات التي قد تكون تحكمت في صياغة هذا القرار. وهكذا قال بندورو متسائلا: هل الملك محمد السادس أراد بذلك أن يبلغ رسالة إلى جميع الوزراء في الحكومة خاصة أولئك الذين يعتزمون التقدم للترشح للانتخابات المقبلة، بتقديم استقالتهم من عضوية الحكومة بشكل عفوي؟ويستند بندورو في تزكية احتماله هذا على تنصيص بلاغ للديوان الملكي صدر بهذا الشأن على أن ترشح الوزير المنتدب في الداخلية للانتخابات النيابية المقبلة، سيكون مع كافة المواطنين المغاربة وبدون تمييز أو استثناء بين المرشحين لاقتراع السابع من شتنبر القادم، وفي نطاق الاحترام التام للمقتضيات القانونية والتنظيمية الجاري بها العمل.وإذا كان عالي الهمة أعلن نيته في الترشح للانتخابات القادمة، فإن بندورو يرى من جهة أخرى أن التساؤل المطروح هو هل الهمة سيتقدم لخوض المعركة الانتخابية ضمن لائحة حزب معين؟ أم أنه سيلتحق بالمتنافسين على مقعد بالبرلمان بلائحة مستقلة؟هاته التساؤلات وغيرها تفضي إلى تساؤل سياسي كبير يتمحور، وفق بندورو، حول ما إذا كان القصر يسعى من خلال ترشح فؤاد عالي الهمة في انتخابات 7سبتمبر2007 حيث سيحالفه النجاح بدون شك، إلى تكليفه بمهمة وزير أول سياسي خارج من صناديق الاقتراح في الحكومة المقبلة.وبين هذا وذلك يقول بندورو هناك إحتمال آخر يحيل على ما إذا كانت الانتقادات الشديدة الموجهة إلى الهمة من قبل الصحافة والعراقيل التي تعترض ممارسة الحريات العامة، وراء اتخاذ قرار إعفاء فؤاد عالي الهمة من مهامه كوزير حقيقي في الداخلية وثاني أقوى رجل بالمغرب بعد الملك محمد السادس، وذلك تخفيفا من حدتها. وفي رأي بندورو دائما هناك تساؤل قوي يختزل الأسباب الدافعة إلى التوقيع على هذا القرار، وهو هل اتساع نفوذ عالي الهمة في مختلف القطاعات أصبح يشكل خطرا على السلطة العليا في البلاد؟ خاصة أن السياسة الأمنية لم تعرف النجاح الكبير المرتقب لها على عهد الهمة، خاصة عقب التصدعات والنزعات التي تعرفها مختلف الأجهزة الأمنية بالمغرب بما فيها المخابرات

Aucun commentaire: