العدد 459-896
عندما طال استنطاق الصحفي مصطفى العلوي، وفي اليوم الثالت، من الثالثة بعد الظهر إلى الواحدة صباحا، وقال لضابط الشرطة، لعلكم تخطؤون في حقي، فأنا لست أسامة بن لادن، كان يجري التحضير لاعتقال أي صحفي آخر، يرتكب أي"ما من شأنه" أن يكون مبررا لدخول أي صحافي إلى ذهاليز الشرطة ويعامل "معاملة المجرمين" كما قالت جريدة "الأيام، فالامر يتعلق بدخول رسمي إلى مرحلة جديدة.. لن تنتهي، لا ببلاغات احتجاج.. ولا بوقفة كتلك التي جمعت مئات الصحافيين بباب إدارة جريدة "الوطن الآن" حيث كان الصحافيون يصيحون : "الصحافة حق مشروع ..والمخزن مالو مخلوع". كل هذا..ومن المؤكد..لن يقلب عقارب الساعة..ففي عز جملة الإحتجاجات التي لم يستثن منها أي فاعل صحفي، باستثناء الأحزاب السياسية طبعا، قال الرجل الثاني في جهاز الدولة (...) فؤاد علي الهمة : "إن خطورة الملف لا يكمن في المعلومات المتحصل عليها، لكن في الوسائل المستعملة" وهذه الوسائل هي الصحافة طبعا، موضحا: " ان الصرامة والجدية (..) التي ستتعامل بها أجهزة الدولة مع كل الأطراف التي تسول لها نفسها الإقدام على مثل هذه الكبائر (...) كيفما كانت وضعيتها سواء تعلق الأمر بالصحافيين (...) أو بمن يتعاملون معهم (...) قصد الإخبار أو التزويد بالمعلومات".
لقد دخلت الدولة المغربية، دوامة من المصاعب على الكثير من الأصعدة، الداخلية والخارجية، لا مناص لها في مواجهتها من تعطيل حرية الصحافة والتي أصبحت الجهاز الوحيد للمعارضة، بعد ما سكتت المعارضة الحزبية، وغلب شحم المصالح على حناجرها..كما يتم تحميل الصحافة المغربية، مسؤولية ما يكتب عن المغرب في الخارج، ليبقى النمودج الصحفي المرغوب فيه، هو صحافة الاحزاب الراضية المرضية، التي اصبحت عندنا تمثل الواد السكوتي. ليس غريبا إذن ان نعود بحرية الصحافة إلى ما سمته جريدة الأيام "عهد زوار الفجر.." أو ما سمته جريدة النهار"التهيئ لعودة مقص الرقيب حيث يتحول ارباب المطابع إلى ممارسة الرقابة القبلية" أوما قاله نور الدين مفتاح، بإن "الأسلوب الذي استعمل مع أريري وحرمة الله يذكرنا بما كان يجري في الستينات والسبعينات، من أسلوب فظ استعراضي ترويعي، فيه مبالغة ممجوجة وإهانة للقطاع برمته". أو ما لخصه الحقوقي محمد كرم بأنه "عودة إلى عهد الرقابة المسبقة على الصحف التي وسمت تاريخ المغرب"
وعندما يكتب مدير المجلة المقروءة من طرف المتفرنسين في الداخل والخارج، لوجورنال، بان "على المتعودين على الأفلام الأمريكية، حينما يسمعون المتهم يرفض الكلام أمام البوليس إلا بمحضر محاميه ان يعرفوا ان ذلك بالنسبة لنا هو مجرد خرافة" ويكتب مدير جريدة ليكونوميت، الديلمي الذي هو رئيس فيدرالية الناشرين :بأن الامر يبدو كما لو كان هناك فاعلون متخفون يرغبون في عرقلة مسلسل التحرير الجاري به العمل"، ويكتب عضو نقابة الصحافة عبد الله البقالي : "بأن النيابة العامة يصعب عليها أن نمارس اعتزازنا، وتبادر الى مصادرة هذا الأعتزاز إذ تلقي بالصحافي في الإعتقال" ويكتب رئيس تحرير جريدة "يومية الناس"، الزكاني "شي فظيع أن يتعلم الإنسان من الدروس، واندهش حينما أرى الطريقة التي عوملت بها جريدة "الوطن الان" ويكتب الصحفي خالد الجامعي، مخاطبا الصحفيين المعتقلين :"لقد قمتم بواجبكم كما يجري به العمل في المهنة الصحفية بالعالم، ذلك العالم طبعا الذي تسود فيه حرية الصحافة"
فان الكلمة الأخيرة تبقى لصحفي آخر، عبد العزيز العيدي الذي خطط رسما توضيحيا للأسباب والمسببات لتعطيل لغة الكلام نشره في يومية الناس بالعبارات التالية :"يبدو ان عقدين مما يسمى تحولا ديمقراطيا، لم يكن سوى تجريبا لهذا النمط (...) من التدبير للشأن العام فلم تكن إقالة ادريس البصري سوى ذرا للرماد في العيون الدامعة، ولم تكن جلسات الإستماع لضحايا سنوات الرصاص سوى هلوسات مقهورين أصيبوا بوباء الحلم، ولم يكن ادريس بن زكري سوى بوهالي، صدق بان المغرب شمس تشرق من مكانها الطبيعي"
وسواء هدأت بلاغات النقابة الوطنية للصحافة، أو فيديرالية الناشرين أو منظمة صحفيون بلا حدود، أو منظمات حقوق الانسان، أو كانت سببا في بعض التراجع أو الرفق (...) بالصحفيين فإن سخونة هذه الحمى باستدعاء أرباب المطابع لتكليفهم بالرقابة تحت طائلة متابعتهم بالقانون الجنائي، هو أكبر جدوى، من سابقة بوليس الجنرال أوفقير الذي ارسل كومانو ذات يوم لكسر مطبعة العلم.
ولكن تعددت الأسباب والموت واحد (...) كما قال الشاعر والإستنتاج النهائي، المستقبلي كما جاء في أغنية محمد عبد الوهاب: وتعطلت لغة الكلام.
عندما طال استنطاق الصحفي مصطفى العلوي، وفي اليوم الثالت، من الثالثة بعد الظهر إلى الواحدة صباحا، وقال لضابط الشرطة، لعلكم تخطؤون في حقي، فأنا لست أسامة بن لادن، كان يجري التحضير لاعتقال أي صحفي آخر، يرتكب أي"ما من شأنه" أن يكون مبررا لدخول أي صحافي إلى ذهاليز الشرطة ويعامل "معاملة المجرمين" كما قالت جريدة "الأيام، فالامر يتعلق بدخول رسمي إلى مرحلة جديدة.. لن تنتهي، لا ببلاغات احتجاج.. ولا بوقفة كتلك التي جمعت مئات الصحافيين بباب إدارة جريدة "الوطن الآن" حيث كان الصحافيون يصيحون : "الصحافة حق مشروع ..والمخزن مالو مخلوع". كل هذا..ومن المؤكد..لن يقلب عقارب الساعة..ففي عز جملة الإحتجاجات التي لم يستثن منها أي فاعل صحفي، باستثناء الأحزاب السياسية طبعا، قال الرجل الثاني في جهاز الدولة (...) فؤاد علي الهمة : "إن خطورة الملف لا يكمن في المعلومات المتحصل عليها، لكن في الوسائل المستعملة" وهذه الوسائل هي الصحافة طبعا، موضحا: " ان الصرامة والجدية (..) التي ستتعامل بها أجهزة الدولة مع كل الأطراف التي تسول لها نفسها الإقدام على مثل هذه الكبائر (...) كيفما كانت وضعيتها سواء تعلق الأمر بالصحافيين (...) أو بمن يتعاملون معهم (...) قصد الإخبار أو التزويد بالمعلومات".
لقد دخلت الدولة المغربية، دوامة من المصاعب على الكثير من الأصعدة، الداخلية والخارجية، لا مناص لها في مواجهتها من تعطيل حرية الصحافة والتي أصبحت الجهاز الوحيد للمعارضة، بعد ما سكتت المعارضة الحزبية، وغلب شحم المصالح على حناجرها..كما يتم تحميل الصحافة المغربية، مسؤولية ما يكتب عن المغرب في الخارج، ليبقى النمودج الصحفي المرغوب فيه، هو صحافة الاحزاب الراضية المرضية، التي اصبحت عندنا تمثل الواد السكوتي. ليس غريبا إذن ان نعود بحرية الصحافة إلى ما سمته جريدة الأيام "عهد زوار الفجر.." أو ما سمته جريدة النهار"التهيئ لعودة مقص الرقيب حيث يتحول ارباب المطابع إلى ممارسة الرقابة القبلية" أوما قاله نور الدين مفتاح، بإن "الأسلوب الذي استعمل مع أريري وحرمة الله يذكرنا بما كان يجري في الستينات والسبعينات، من أسلوب فظ استعراضي ترويعي، فيه مبالغة ممجوجة وإهانة للقطاع برمته". أو ما لخصه الحقوقي محمد كرم بأنه "عودة إلى عهد الرقابة المسبقة على الصحف التي وسمت تاريخ المغرب"
وعندما يكتب مدير المجلة المقروءة من طرف المتفرنسين في الداخل والخارج، لوجورنال، بان "على المتعودين على الأفلام الأمريكية، حينما يسمعون المتهم يرفض الكلام أمام البوليس إلا بمحضر محاميه ان يعرفوا ان ذلك بالنسبة لنا هو مجرد خرافة" ويكتب مدير جريدة ليكونوميت، الديلمي الذي هو رئيس فيدرالية الناشرين :بأن الامر يبدو كما لو كان هناك فاعلون متخفون يرغبون في عرقلة مسلسل التحرير الجاري به العمل"، ويكتب عضو نقابة الصحافة عبد الله البقالي : "بأن النيابة العامة يصعب عليها أن نمارس اعتزازنا، وتبادر الى مصادرة هذا الأعتزاز إذ تلقي بالصحافي في الإعتقال" ويكتب رئيس تحرير جريدة "يومية الناس"، الزكاني "شي فظيع أن يتعلم الإنسان من الدروس، واندهش حينما أرى الطريقة التي عوملت بها جريدة "الوطن الان" ويكتب الصحفي خالد الجامعي، مخاطبا الصحفيين المعتقلين :"لقد قمتم بواجبكم كما يجري به العمل في المهنة الصحفية بالعالم، ذلك العالم طبعا الذي تسود فيه حرية الصحافة"
فان الكلمة الأخيرة تبقى لصحفي آخر، عبد العزيز العيدي الذي خطط رسما توضيحيا للأسباب والمسببات لتعطيل لغة الكلام نشره في يومية الناس بالعبارات التالية :"يبدو ان عقدين مما يسمى تحولا ديمقراطيا، لم يكن سوى تجريبا لهذا النمط (...) من التدبير للشأن العام فلم تكن إقالة ادريس البصري سوى ذرا للرماد في العيون الدامعة، ولم تكن جلسات الإستماع لضحايا سنوات الرصاص سوى هلوسات مقهورين أصيبوا بوباء الحلم، ولم يكن ادريس بن زكري سوى بوهالي، صدق بان المغرب شمس تشرق من مكانها الطبيعي"
وسواء هدأت بلاغات النقابة الوطنية للصحافة، أو فيديرالية الناشرين أو منظمة صحفيون بلا حدود، أو منظمات حقوق الانسان، أو كانت سببا في بعض التراجع أو الرفق (...) بالصحفيين فإن سخونة هذه الحمى باستدعاء أرباب المطابع لتكليفهم بالرقابة تحت طائلة متابعتهم بالقانون الجنائي، هو أكبر جدوى، من سابقة بوليس الجنرال أوفقير الذي ارسل كومانو ذات يوم لكسر مطبعة العلم.
ولكن تعددت الأسباب والموت واحد (...) كما قال الشاعر والإستنتاج النهائي، المستقبلي كما جاء في أغنية محمد عبد الوهاب: وتعطلت لغة الكلام.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire