samedi 28 juillet 2007

المساء في حوار مع أريري : السبب الحقيقي لاعتقالنا هو الخط التحريري لأسبوعيتنا

26/07/2007
مدير جريدة " الوطن الآن" قال : كان على الدولة أن تشكرنا لأننا كشفنا لها أن مؤسساتها الأمنية مثقوبة
حاوره الحسين يزي
ما هي حقيقة اتهامك بنشر سر من أسرار الدفاع الوطني ؟
أولا، أريد أن أؤكد أننا كأسبوعية "الوطن الآن" لا نعتبر أنفسنا متهمين أو مذنبين، وأننا قمنا بعملنا كما يقوم به أي صحافي لا يتردد في نشر معلومة أو وثيقة تتوفر فيها شروط"السبق الصحافي" مثلنا في ذلك مثل مهندس صمم عمارة او طبيب أجرى عملية جراحية بكل مهنية. لكن يحدث أن تصدر أوامر باعتقال المهندس أو الطبيب بتهمة "الخطأ"

كيف عشت لحظات البحث الذي دام 7 أيام لدى الفرقة الوطنية ؟

لم يكن العدد 253 من أسبوعية "الوطن الآن" الصادر يوم السبت الماضي، هو السبب المباشر في اعتقالي رفقة زميلي مصطفي حرمة الله، وإنما كان السبب هو الخط التحريري لأسبوعيتنا، وهو الذي اعتقل وسيحاكم. فالتحقيق معنا تمحور حول أسئلة : لماذا نركز في مقالاتنا وتحقيقاتنا على مؤسسة أمن الدولة، أي الجيش والبحرية الملكية والأمن والمخابرات؟ وكان المحققون يتعاقبون علي ليكرروا السؤال نفسه: ما السر وراء الكتابة عن هذه المؤسسات؟ كنت أسأل عما إذا كانت لدي ارتباطات بمنظمات في الخارج، وعن سبب كثرة أسفاري، وعن الدول التي أفضل السفر إليها وأسباب تفضيلي دولة على أخرى، ومن هم السفراء الذين التقيتهم كلما سافرت؟ ولا أخفيك أن هذا النوع من الأسئلة يشكل قمة اللؤم، فهي تصب في التشكيك في وطنيتي

بماذا واجهك المحققون تحديدا ؟

لقد واجهني المحققون بسؤال يصب في الاتجاه الذي ذكرته من قبل، وكان السؤال يقول :" لماذا احتفظت ببعض الوثائق السرية، هل كنت تريد تسليمها إلى جهة أجنبية ما؟ هل هناك جهات تسخركم لتعرية المؤسسة العسكرية والأمنية ؟". كنت أجيب عن هذا السؤال بأسى، فالاحتفاظ بالوثائق ونشر أخرى يدخل في سياق تقديرات الصحافي أو مدير النشر، فهو تختار الوقت المناسب لنشر خبر ما أو وثيقة ما حتى يلقى المقال الصدى المطلوب. لقد قلت للمحققين إن الذي اتخد قرار اعتقالي واعتقال زميلي حرمة الله بليد، إذ كان عليه أن يأمر بإرسالنا الى صالون "الماساج بالتايلاند" لأن أسبوعية "الوطن الآن" كشفت للدولة أن مؤسساتها الأمنية "مثقوبة" فعوض أن يشكرونا اتهمونا بفرضية التنسيق مع جهات أجنبية تريد تعرية المؤسسة الأمنية المغربية.

علمنا بأن المحققين سألوا عن علاقتك بالأمير مولاي هشام ؟
فعلا، لقد ووجهت بأسئلة مسترسلة حول الأمير مولاي هشام، علاقة به وكيف تعرفت عليه ومتى وكم مرة أراه في الشهر أو في السنة ولماذا أراه وهل يعطيني المال وماذا أناقش معه؟

وبماذا أجبت عن السلسلة من الأسئلة؟
قلت للمحققين إذا كانت ذاكرتكم ضعيفة أو تتظاهرون بأنها كذلك، فإن ذاكرتي قوية لسبب بسيط هو أنني أوثقها، فأجوبة الأسئلة التي طرحت علي بخصوص الأمير مولاي هشام سبق نشرها في أسبوعية "البيضاوي" التي أصبحت تحمل إسم "الوطن الآن". وكان على المحققين أخد الأرشيف من الخزانة العامة للتأكد من ذلك من خلال قراءة الإجابات التي يبحثون عنها. وقلت لهم أيضا إن مولاي هشام"ولد الدار البيضاء لكبيرة" فقد فتح قنوات مع مختلف الشرائح الإجتماعية

هل كان المحققون يستعملون ضغوطا مادية أو معنوية في اسنطاقك؟
لا ، لم أسجل شخصيا أي ضغط مادي أو تهديب، فالتعامل معي كان بشكل قانوني، فقط تعاقب المحققون وكثرتهم في الأربعة أيام الأولى من البحث التمهيدي شكل نوعا من التحرش، إذ كنت أشعر بالعياء الشديد، ولا أنام إلا سويعات قليلة

كم عدد المحققين الدين باشروا معك البحث؟.
أؤكد لك أن عددهم يتجاوز 150 عنصرا، بين المحققين والمتعاقبين على الحراسة. صحيح أننا كنا في مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية وأن الذين اعتقلونا ينتمون إليها وكذلك الشأن بالنسبة للذين باشروا التحقيق معنا، لكن كانت هناك عناصر أخرى لم أعرف الجهاز أو الأجهزة التي يشتغلون لحسابها. وبالمناسبة، فولاية طنجة ذات المليونين نسمة لا يتجاوز عدد أفراد الشرطة بها 250 شرطيا، ولا أدري لمادا سخرت الدولة تقريبا العدد نفسه للتحقيق وتتبع التحقيق معي ومع زميلي حرمة الله

هل التقيت مصطفى حرمة الله أثناء التحقيق، هل أجريت مواجهة بينكما؟
لم أر حرمة الله إلا لحظة تقديمنا الى الوكيل العام، إذ التقينا في السيارة التي أقلتنا إلى المحكمة، وهناك تحدثنا ثلاث ساعات، إذ أبقونا في السيارة إلى أن أدخلونا الى مكتب وكيل الملك: وأريد أن أشير إلى أنه ألمني ما حدث لزميلي مصطفى، حين علمت بأنهم أحضروا إلى مقر الشرطة عائلته وأصهاره وزوجته. وما ألمني كثيرا هو إحضار ابنه الذي لا يتجاوز سنه 9 أشهر. ولقد كنت أسمع بكاء رضيع وأنا في إحدى الغرف، لكن لم أكن أتصور أنه ابن زميلي المعتقل في غرفة أخرى. وهذا في نظري أسلوب رهيب ويعيدنا الى سنوات يقولون حاليا أنها ذهبت إلى غير رجعة


كيف تلقيت قرار الإفراج عنك ومتابعتك في حالة سراح ؟
فرحنا بهذا القرار، لكنها فرحة مؤقتة أو قل إننا كسبنا الشوط الأول من المعركة. وبقي أن نكسب شوط الإفراج عن زميلنا مصطفى حرمة الله الذي تحمل الثقل الكبير للبحث الذي دام سبعة أيام، وبالمناسبة فإن اللجنة الوطنية للتضامن مع أسبوعية "الوطن الآن" وهيئة الدفاع تتدارسان خطة للتسريع بالإفراج عن حرمة الله ومتابعته في حالة سراح. وأريد أن أسجل أن ما حدث يوم الثلاثاء بالمحكمة يؤكد عودة منطق الدولة البوليسية بقوة. فكيف يمكن تفسير إذاعة خبر متابعتي في حالة سراح وبقاء حرمة الله رهن الإعتقال وعدم متابعة أفراد عائلته وأصهاره، في الوكالة الرسمية وعلى شاشة التلفزة. قبل أن تقرر النيابة العامة في ملفنا ؟ لقد عاينت تدخل المحامي النقيب عبد الرحيم الجامعي وهو يخاطب وكيل الملك بأن يتوقف عن هذه المسرحية ويخبره بأن القرار أذيع في الإعلام الرسمي، في الوقت الذي كان فيه وكيل الملك يصيح ويقول إنه من يقرر في تلك القاعة

Aucun commentaire: