dimanche 23 septembre 2007

أسبوعية "الوطن الآن" : لن تثنينا المضايقات عن عملنا الصحفي

مراد بورجى، مدير الوكالة الدولية للإتصال والصحافة
لن تثنينا المضايقات عن عملنا الصحفي
حاوره منير الكتاوي
أسبوعية "الوطن الآن" العدد 259 -22 شتنبر 2007
سؤال : كيف تعلق على قرار متابعتك قضائيا من قبل المحكمة الابتدائية بالدار البيضاء ؟
سبق أن تعرضت عشرات المرات للإحتجاز والتعنيف، وهذا ما جعلني أستأنس بذلك. متابعتي قضائيا ربما تخفي وراءها متابعات أخرى قادمة بغية ثنينا عما نقوم به بالوكالة الدولية للإتصال والصحافة "أيس بريس". وهذه فرصة كي نؤكد على أن اختيارنا للصحافة كان عن اقتناع ومعرفة مسبقة بما يحيط بالمهنة من مضايقات ومتاعب، خصوصا ان عملنا هو عمل ميداني يواجه غالبا بالقمع. نحن نعلم أن هناك جهات لم تعد تحتمل وجودنا بالساحة الاعلامية لعلمها أننا وثقنا ونوثق بواسطة الصورة معظم التجاوزات والخروقات والتعسفات والقمع أحيانا. هذا التوثيق دفع بالأطراف المتضررة من أحزاب وجمعيات حقوقية ومنظمات المجتمع المدني لاعتماد صورنا كحجج للاحتجاج والفضح ورفع دعاوي قضائية في مواجهة هذه الجهات، كان آخرها اعتمادها من طرف المنتدى المغربي من اجل الحقيقة والانصاف بخصوص نبش المقبرة الجماعية لضحايا انتفاضة 1981، وكذا الاعتداءات التي تعرضت لها مختلف الحركات الاحتجاجية. وكان من غريب الصدف ان تتم متابعتنا يومين بعد تغطيتنا للإعتداء الذي طال الجمعية المغربية لحقوق الانسان يوم 15 ماي 2007، وتم استدعائي يوم 17 ماي 2007 للمثول أمام المحكمة بخصوص ملف يعود تاريخه الى فاتح يونيو 2005. لهذا فهذه الجهات فبركت هذه التهمة الجاهزة واعتمدت في ذلك على موظفيها، وانتظر من العدالة أن تنزه نفسها لكي لا تصبح أداة لتصفية الحسابات.
سؤال : إلى أي حد يمكن أن تؤثر هذه المحاكمة على مسار الوكالة التي تديرها؟
لقد سبق أن قلت لك إن ذلك لن يثنينا عما نقوم به، فعملنا يدخل في صلب العمل الصحفي المهني بامتياز، بدليل انه كان لنا دور في السنوات الاخيرة في ان نجعل للصورة حيزا ضروريا في صفحات المجلات والصحف الدولية المعروفة، ورسخنا الصورة الثابتة في بعض القنوات الفضائية الدولية. ولعل الحظور المكثف لتوقيعنا "أيس بريس" دليل على الاهمية التي تحظى بها وكالتنا، وبالتالي لا تزعجنا المضايقات التي نتعرض لها بين الفينة والاخرى، ونعتبرها ضريبة هذه المهنة التي يسميها الكثيرون مهنة المتاعب. فمثلنا تزعج الكلمة بعض الأطراف، فإن الصورة كذلك تزعج الكثيرين قبل وبعد التقاطها. فما بالك بعد نشرها
في بعض الاحيان يمكن أن نشكك في مضمون خبر ما او مدى مصداقيته، وقد يتضمن لمعلومة متقادمة، وقد لا يكون الصحافي شاهدا علية، فغالبا ما يحصل عليه عن طريق مصادره المختلفة التي تنقل له ما تشاء، بينما الصورة تعتبر معلومة صحفية حية، يلتقطها الصحافي بنفسه، مما لا يترك مجالا للتشكيك.
سؤال : عرفت الساحة الإعلامية الوطنية ، ولا تزال، العديد من المحاكمات. كيف تقيم تعامل المسؤولين مع الجسم الصحفي المستقل ؟
أعتقد ان المتابعات التي طالت وتطال الزملاء الصحفيين، وما تعرضت له أسبوعية "الوطن الآن" والحكم على الزميل عبد الرحيم أريري بالحبس غير النافذ، واستمرار الضغط بالحبس النافذ في حق مصطفى حرمة الله، وكذا ما تعرضت له أسبوعيتي "نيشان" و"تيل كيل"، ومحاكمة الزميل بنشمسي، وكذا الأحكام التي صدرت في حق مجموعة من المنابر الإعلامية المعروفة، والضغط على الزميل بوبكر الجامعي لمغادرة وطنه، ثم الحكم الشهير على علي المرابط...، هي كلها تنفيد لمخطط بعض الجهات المنزعجة من العمل الصحفي المستقل. ولا يخفى على أحد الدور النبيل الذي لعبته الصحافة المستقلة ببلادنا في الحديث العمومي عن بعض الطابوهات المستحيل التطرق إليها أو المساس بها او نزع الأحجبة عنها...
كما لعبت دورا كبيرا في نقل الاخبار إلى المواطنين الذين كانوا مجبرين على تلقي نوع معين من الأخبار ..ونجحت في ان تكشف خبايا العديد من الملفات التي ترتبط بتدبير الشأن العام..ونجحت أيضا في ان تتحول إلى سلطة لها موقعها الاعتباري في المجتمع.

Aucun commentaire: